موجز حول مشروع القبّة السوريّة
انطلاقًا من حرص ميثاق سوريا الوطني على الالتزام بمبدأ الشفافيّة مع شركائه الحاليين والمتوقعين في المستقبل القريب ومع الشعب السوري ككل، كان لا بدّ من توضيح ما يطرحه الميثاق على لسان رئيسه السيّد اياد القدسي حول مشروع القبّة السوريّة كإطار لتفعيل العمل والتنسيق المشترك بين كافة الشركاء.
إنّ القبّة السوريّة هي عبارة عن قيادة جماعيّة تتألّف من ممثلي الكيانات المتحالفة والمتفقة على رؤية واحدة لمستقبل سوريا، فمشروع القبّة ما هو إلّا تكتّل وتجمّع لممثلي الكتل والأحزاب والهيئات والتيارات وغيرها من الأجسام السوريّة في الداخل والمنفى، المعارضة للفكر الاستبدادي الذي أباح سفك الدم السوري الطاهر وانتهاك حرمة أبنائه، والساعية للوصول إلى بلادٍ متحضّرةٍ آمنةٍ ينعم فيها السوريون بأعلى مستويات الخدمة الاجتماعيّة والصحيّة، وينعمون بأسمى درجات الحريّة والمساواة في الحقوق والواجبات، في ظلّ التطبيق الكامل لمبدأي المواطنة وسيادة القانون.
إن فكرة مشروع القبّة السوريّة ليست اندماجًا بين الأجسام السوريّة تحت مظلّة ميثاق سوريا الوطني، وإنّما هو مشروع لتوحيد الجهود والعمل والتنسيق بين الشركاء المتوافقين في الرؤية حول مستقبل سوريا والمتفقين على مبادئ وأهداف مشتركة بهدف الوصول إلى تشكيل نواة قيادية للعمل الوطني السوري له مرجعيته ودعمه من الداخل والخارج.
وما ميثاق سوريا الوطني سوى شريك أخذ على عاتقه عبء التواصل والتفاهم والوساطة بين جميع الأجسام السوريّة في الداخل والخارج لتقريب وجهات النظر والوصول إلى نقاط التقاء وتفاهم حول آليّات الحلّ السياسي المأمول في سوريا في ظلّ قرارات الشرعيّة الدوليّة وهي قراري مجلس الأمن 2118 و2254 وبيان جنيف 1، من خلال عقد مناقشات واجتماعات مطوّلة بين الميثاق وكل شريك محتمل لمناقشة الخطوط العريضة للمشروع والتي ستتكلل بتوقيع مذكّرة تفاهم وميثاق شرف وعهد وطني يحتوي في طيّاته مبادئ عامّة مستمدّة من أهداف الثورة السوريّة، ورؤية عملية لكيفيّة الحلّ السياسي للقضية السورية بشكل عادل منصفٍ قابل للتطبيق بمساعدة المجتمع الدولي.
مذكرات التفاهم هذه تعتبر بدورها الأعمدة التي ستقوم عليها هذه القبّة، والتي سُيعلن عن نتائجها في مؤتمر وطني جامع لكلّ هؤلاء الشركاء يقرّون فيه هذه المبادئ و الرؤية، تتمخّض عنه هيئة مصغّرة من جميع الشركاء لمناقشة وصياغة الأمور والمسائل التفصيليّة وعرضها أوّلًا بأوّل عند التوافق عليها على أبناء شعبنا السوري ممّا سيساهم في إشراك الشعب السوري في اتّخاذ القرار، فالمؤتمر سيكون ثمرة جهودنا وشركائنا جميعًا.
وتجدر الإشارة إلى أنّ التمثيل في المؤتمر الوطني الجامع واحد ومتساوي لجميع الكيانات بغض النظر عن حجمها، وستكون المفاضلة الحقيقية بين المشاريع؛ فالمشروع والرؤية الأنضج والأوعى والأعمق والقابلة للإسقاط على الواقع ستفرض نفسها لوحدها.